رغم أنف الأزهر .. دراما الصحابة تغزو الفضائيات

رغم أنف الأزهر ..
دراما الصحابة تغزو الفضائيات
<td width=1>


	مشهد من مسلسل قمر بني هاشم

لا يمر عام إلا ويظهر عمل فيثير حوله جدلا واسعا بسبب تناوله لإحدى الشخصيات الدينية سواء كانت هذه الشخصية من الصحابة أو المبشرين بالجنة
وهو ما يرفضه الأزهر ومجمع البحوث الإسلامية تماما، وان كان المسلسل السوري "قمر بني هاشم" أخر الأعمال التي أثارت جدلا حوله

أعلي نسبة مشاهدة
فبالرغم من اعتراض الأزهر الشريف على مسلسل "قمر بني هاشم"
الذي يتناول سيرة النبي محمد عليه الصلاة والسلام، إلا انه حظي بنسبة مشاهدة عالية في مختلف أنحاء الوطن العربي، حيث كان من المفترض
أن يعرض المسلسل في مصر ولكن اعتراض الأزهر حال دون ذلك وبالرغم من منع عرضه علي شاشات التليفزيوني المصري إلا أنه يعرض على
أكثر من 20 قناة فضائية منها قنوات مصرية وهو ما يعني ضرب الجهة المنتجة للعمل بلاوائح وقوانين الأزهر عرض الحائط.
وتمثلت تحفظات الأزهر على المسلسل في كونه يجسد أربعة من العشرة المبشرين بالجنة، من بينهم الزبير بن العوام
<td width=1>
جيني اسير
وأبو عبيدة بن الجراح
وطلحة بن عبيد الله رضى الله عنهم، كما يجسد أيضا اثنين من الصحابة وهو ما اعتبره الأزهر حالة من التجاوز في حق الثوابت الإسلامية.
وبالرغم من أن هيئة علماء السودان أجازت العمل إلا أن هناك قنوات سودانية رفضت عرضه نظرا لظهور شخصيات من الصحابة به،
وأهمها شخصية الصحابية الجليلة أسماء بنت أبي بكر الصديق، وما يزيد الجدل تجسيد الشخصية من قِبل الممثلة السورية جيني أسبر
وهي مسيحية الديانة وتشتهر بتقديم أدوار الإغراء.

"بدر الكبري" بعيداً عن أعين الرقابة

والمثير أن قناة "ساهور" السودانية التي قامت بإنتاج مسلسل" قمر بني هاشم"هي نفس القناة التي قامت بإنتاج وعرض مسلسل
"بدر الكبري" منذ عدة شهور الذي منع عرضه أيضا مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر نظراً لتجسيد شخصية الصحابي حمزة بن عبدالمطلب
عم الرسول صلى الله عليه وسلم ، وهو ما اعتبره الأزهر مخالفاً للقرارات التي تمنع ظهور شخصيات تؤدي أدوار الخلفاء الراشدين وآل بيت
الرسول والعشرة المبشرين بالجنة.
والغريب أن مسلسل "بدر الكبري" تم تصويره في هدوء، دون علم وسائل الإعلام أو الجهات الرقابية أو الأزهر،
<td width=1>
مفتى الجمهورية السورية يزور موقع التصوير.
والأغرب أن الممثل المصري
أحمد ماهر هو الذي قام بشخصية "حمزة" في العمل بحجة أن المسلسل يتم عرضه وتصويره خارج حدود مصروبالتالي لا يحق للأزهر التدخل.
ونفس الأمر حدث مع المسلسل السوري "خالد بن الوليد" الذي رفضه الأزهر وعرضه عدد كبير من القنوات الفضائية، وأظهر المسلسل
شخصية عم الرسول حمزة بن عبد المطلب والصحابيين ابى عبيدة بن الجراح، وعبدالله ابن رواحة.
كما اعترض مجمع البحوث الإسلامية علي بعض الأحداث التي تضمنها الجزء الثاني من مسلسل "خالد بن الوليد"
نظرا لما يحمله من أحداث تسيء إلي الصحابة.
والسينما أيضا
ولم يقتصر الأمر علي الأعمال التليفزيونية فقط فكان الأزهر قد منع منذ أكثر من 30 عاما عرض فيلم "الرسالة"
<td width=1>
فيلم الرسالة
للمخرج والمنتج الراحل
مصطفى العقاد في مصر، بالرغم من عرضه علي العديد من القنوات الفضائية، وذلك لظهور عم الرسول فيه والذي قام بدوره في النسخة العربيةالممثل الراحل عبد الله غيث وبنسخته الانجليزية الأمريكي انطوني كوين، وهي نفس أسباب منع فيلم الرسوم المتحركة "محمد" لظهور عم الرسول
فيه قبل إجازته بعد حذف المشاهد التي ظهر فيها.
كما تعرض فيلم "القادسية" للمخرج صلاح أبو سيف عام 1979، لمنع عرضه جماهيرياً من قبل لجنة الأزهر نظرا لتناوله شخصية سعد بن
أبي وقاص وهو واحداً من المبشرين بالجنة.
وحدث نفس الأمر مع يوسف شاهين عندما قدم فيلم "المهاجر" 1992، حيث رفض الأزهر الفيلم بشكل تام كونه يجسد شخصية أحد الأنبياء
"النبي يوسف عليه السلام"، وتحت الضغط اضطر المخرج لإعادة كتابة السيناريو، كما غير اسم الفيلم من "يوسف واخوته" إلى
"المهاجر"، كما اضطر إلى كتابة مقدمة تعرض في بداية الفيلم تنص على أنه لا يتعرض لشخص من الأنبياء، ولا علاقة للفيلم مع قصة النبي يوسف
، ولا تمت بصلة إلى أية أحداث تاريخية.
النقاد يوافقون وعلماء الدين يمتنعون
ولكن في ظل عصر السماوات المفتوحة اختلف الأمر وتقلص دور الأزهر ليبقي السؤال المطروح بقوة هل تراجع دور الأزهر ؟ وهل موافقة الجهات
الدينية ببلدان أخري سوف تفتح الباب أمام الأعمال التي تم رفضها من قبل الأزهر؟ كل هذه التساؤلات وأكثر وضعناها أمام من يهمه الأمر من علماء
دين وكتاب وفنانين ونقاد لنتعرف على وجهة نظرهم في هذا الموضوع.
في البداية أكد الدكتور عبدالمعطي بيومي عضو مجمع البحوث الإسلامية، أن الأزهر يعترض علي تصوير الأنبياء
<td width=1>
الدكتور عبد المعطي بيومي
والصحابة وهذا قرار كان قد تم اتخاذه
منذ عدة سنوات، مشيراً إلي أن الدول العربية تحترم رأي الأزهر ويعرض عليه جميع المسلسلات الدينية التي تنتجها وتذاع علي الفضائيات العربية
ما عدا المسلسلات السورية وهذا شئ محزن لأن الدين الإسلامي أصبح تجارة فأي شخص يملك المال يعطي لنفسه الحق في إنتاج مسلسلات دينية وبثها
علي أي قناة حتي لو كان المسلسل يسيء للإسلام ، وللاسف فالرقابة غائبة في بعض الدول.
وأضاف أن الأزهر لا يتدخل في الإنتاج أو العرض إلا إذا تم تحويل العمل إليه سواء من المنتج أو أي جهة أخري. وحول تصوير بعض الأعمال العربية
في مصر دون علم الأزهر أكد أن مجمع البحوث ليس جهة تفتيش حتي تبحث وتفتش عن العمل ولكن نتدخل فقط في حالة تحويله إلينا.
وتابع: لا يحبذ تصوير شخصيات الصحابة وليس فقط العشرة المبشرين بالجنة لانهم شخصيات وكواكب منيرة كما انه لا يوجد من يستطيع ان يجسد
هذه الشخصيات، فضلا عن خداع الصورة الذهنية التي تترك أثارا بين الجمهور إزاء الشخصية التي تقوم بأداء ادوار الصحابة وربطها في ادوار
اخرى يقومون بها مما يسيء للصحابة.
بينما يقول د. محمد عمران أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر: أن رأي الأزهر لا يلزم سوى المصريين ورأيه استشاري بالنسبة للآخرين ، مشيرا
إلي ان لا يجوز استثمار الصحابة في المسلسلات من اجل مكاسب مادية.
وأضاف من يقوم بهذه الأعمال يريد المتاجرة بالدين واستثمار سيرة الصحابة من اجل مكاسب مادية في ظل الهجمة التي يتعرض لها الإسلام ورموزه.
وقال السيناريست أسامة أنور عكاشة أن الأزهر جامعة دينية عريقة نحترمها جميعًا، ولكننا نحس أحيانًا أنها في حاجة
<td width=1>
أسامة أنور عكاشة
إلى نقلة كبيرة تحول
قيمتها التاريخ والروحية إلى ثورة حقيقية، فرقابة الدولة أرحم من رقابة الهيئات والمؤسسات الدينية لأن رقابة الدولة يمكن التحايل عليها، لذلك
لابد من تغيير المعايير والثوابت الجامدة واستغلال التكنولوجيا في إنتاج أفلاماً تدافع عن الإسلام أو تزيح الصورة السيئة التي لحقت به
من جراء الدعاية المضادة الموجهة ضدهم، خاصة إذا ما عرفنا مدى التأثير الفعال الذي تحدثه وسائل الإعلام في تغيير الرأي العام في كل مكان
وخاصة في الغرب الذي يعتبر الإعلام جزءا من مفرداته اليومية.
ويؤيده في الرأي الكاتب وحيد حامد حيث يري أنه بالرغم من وجود علماء متميزين في الأزهر ولكنهم لا يسعون إلي التطوير ليظل الأزهر
مؤسسة حكومية تخضع للبيروقراطية والروتين وهذا من اخطرعيوب الأزهر، فالحياة تتغير وأساليب الدعوة كانت مختلفة، وإلا فعلينا أن نمتنع
عن استخدام أساليب التكنولوجيا لأنها لم تكن موجودة في عهد النبي.
وأشار إلي أن تدخل علماء الدين في أي من المجالات الفنية يعيق حرية التفكير والإبداع في تناول الموضوعات.
ويؤكد الفنان حسن يوسف الذي قدم سير أئمة الإسلام في العصر الحديث، على أن الأزهر مازال يعمل بالقوانين
<td width=1>
وحيد حامد
والإصلاحات التي قدمها
علماء الدين منذ القدم ولابد من الرجوع للأزهر في الأعمال التي تمس الشخصيات الدينية حتى لو تم تصويرها خارج مصر لتجنب الأخطاء والإساءات.
ويختلف معه في الرأي الفنان أحمد ماهر حيث يري لا توجد ضرورة لموافقة الأزهر على الأعمال الفنية ولكن يمكن الرجوع إليه في بعض الاستشارات
الدينية أو مراجعة النصوص القرآنية فقط.بينما يتمني الفنان نور الشريف موافقة الأزهر علي تجسيد شخصية ''الحسين'' رضي الله عنه سواء
في المسرح أو التلفزيون أو السينما وقال ذات مرة : إذا تحقق هذا الحلم سأعتزل التمثيل فوراًفقد عشتمع هذه الشخصية لمدة شهر في بروفات
عن نص مسرحي ''الحسين ثائرا'' منذ سنوات طويلة لكنه لم ير النور بسبب رفض الأزهر الموافقة عليه.
وطالب الناقد طارق الشناوي الأزهر بتغيير موقفه من ظهور الصحابة والعشرة المبشرين بالجنة، وفي تقديره أن الأعمال الدينية أبقى من الأعمال
الأخرى، فلا تزال مسلسلات "أبو حنيفة النعمان"، و"عصر الأئمة"، و"ابن حزم"، تعرض على القنوات الفضائية، بينما الأعمال الاجتماعية
الأخرى تكاد تغيبمع الزمن.
كما أن عصر القنوات الفضائية ألغي الحظر بكل أشكاله والدليل علي ذلك عرض فيلم "الرسالة" علي الفضائيات قبل عرضه علي التليفزيون
المصري بسنوات فضلا عن مسلسلات مثل "خالد بن الوليد" الذي رفضه الأزهر وعرض أيضا علي جميع القنوات الفضائية العربية وأخيرا
مسلسل " قمر بني هاشم" الذي لم يستطع الأزهر منع الجمهور من مشاهدته.
من جهتها رأت الناقدة ماجدة خير الله أن موقف الأزهر غير مفهوم في خلق هذا التطرف في التقديس للشخصيات ،
<td width=1>
على ابو شادى
فالصحابة بشر يحق لنا أن نشاهدهم
على الشاشات ولهم مزاياهم وأخطاؤهم وكثير من الآيات القرآنية نزلت حول أخطاء ارتكبها بعضهم.
وأخيرا يؤكد علي أبو شادي رئيس الرقابة علي المصنفات الفنية أن لجنة الرقابة على المصنفات الفنية التابعة لوزارة الإعلام والثقافة المصرية
أقرت في الفقرة "5" من قرار رقم 220 لعام 1976 بمنع ظهور صورة الرسول صلى الله عليه وسلم، صراحة أو رمزاً أو صورة أحد الخلفاء الراشدين
وأهل البيت والعشرة المبشرين بالجنة، وسماع أصواتهم، وكذلك إظهار صورة السيد المسيح وصور الأنبياء بصفة عامة وعلى أن يراعى الرجوع في كل ما
سبق للجهات الدينية المختصة، فإذا مس العمل الدين الإسلامي أو المسيحي وجب موافقة الأزهر أو الكنيسة.

تقرير ..محيط – دعاء حسن

رضوى

بجد موضوعك هايل جدا وفى معلومات مهمة اوى

تسلم ايديك يا جميل واتمنى لكى دوام النجاح والتوفيق