من الثانوية للكلية.. كيف تضمن مستقبلا ناجحا لحياتك

من الثانوية للكلية.. كيف تضمن مستقبلا ناجحا لحياتك

لقطة من حلقة النجاح

في مثل هذا الوقت من كل عام وبعد إعلان نتائج الثانوية
العامة تهفو مئات الآلاف من الأسر المصرية للاطمئنان على مستقبل أبنائها لتحقيق
ثمرة انجازاتهم طوال العام, فاليوم هو يوم الفرحة والحصاد الذي ينتظره كل بيت في
مصر، وفى مناقشة ممتعة مليئة بالامل والفرحة استضاف شريف عامر ودينا سالم ـ مقدما
برنامج الحياة اليوم ـ أوائل الثانوية العامة على فضائية
الحياة.

فرحة بالنجاح

وبدأت الحلقة بتهنئة الأوائل، حيث عبرت نهى عبد الخالق
ـ السادسة على الجمهورية أدبي ـ عن فرحتها بالنتيجة ورغبتها في دخول كلية أقتصاد
وعلوم سياسية, بينما أشارت بسمة حيدر ـ من أوائل ثانوية عامة عام 2004 ـ إلى أن
تفكيرها كان مشابها لنهى لكنه تغير بعد دخولها الكلية, فوجدت بعد هذا أن التعليم
الأجنبي أفضل كثيرا من العربي, لأنه يساعد على تخريج قدرات, وطاقات جديده فى الانسان, وتساعده
على البحث العلمي بشكل جيد لذا قررت الالتحاق بالجامعة الألمانية في
مصر.

وعن أسرار تفوق الإنسان في ظل النظام التعليمى, وإمكانية
وجود نظام يصنع متفوقا, أوضح د. ابراهيم الفقي –الخبير الدولي في مجال التفوق – أن
كلا الطريقين يساهما في صناعة المتفوق,لان الأساس في داخل الانسان فان لم يكن هناك
نظام داخلى للتفكير, يستطيع ان يتعامل مع الفكرة بشكل جيد فإن النجاح يبقى دربا من
المستحيل, بعكس إذا صنع الإنسان نظامه, فسوف تحدث تغيرات داخلية تجعله يستطيع
التفكير جيدا, فالعالم الخارجي لا يؤثر في الإنسان, ولكن يظهر ما بداخله، فتصرفات
الإنسان الخارجية هي انعكاس لما في داخله.

سر التفوق

وأشار الفقي أن التفوق يكون وراثيا نابعا من الجينات
الموجودة داخل جسم الإنسان في أغلب الحالات, فهذه الجينات يتم توظيفها لتعلم
سلوكيات تساعد الانسان على التفوق, مثال ذلك: اذا كانت هناك عائلة مكتئبة, فسيكون
الأولاد مكتئبين بطبيعتهم, وعندما يفكر العقل البشري في فكرة تذهب لمنطقة تسمى
المنطق, فيكون الانسان حساسا جدا لنفس المعلومة الموجودة بداخله, وأن فعل الانسان
لأي عمل ناجح يكون نابعا من داخله لتحقيق هدف
معين.

وتأكيدا لهذا الرأي استكملت نهى حديثها وقالت أنها تنتمي
لعائلة متفوقة, فلديها شقيقة بالمرحلة النهائية كلية الصيدلية, والشقيقة الاخرى
بكلية الألسن، وعلى الجانب الآخر أشارت بسمة إلى أن المتفوق يظل دائما على خط
التفوق, مثلما حدث معها فى الذهاب الى نظام تعليمى مختلف, للبحث عن كل جديد ,
واستطاعت ان تتفوق فيه لتصبح من أوائل
القسم.

كما أشار أحمد ـ من أوائل الثانوية العامة القدامى ـ إلى
شعوره بالمسئولية تجاه التفوق, فالعلم برأيه غاية في ذاته وليس وسيلة تغير مقصود,
فهو في حد ذاته هدف سامي يجب السعي إليه, مستشهدا في ذلك بحديث شريف "من طلب العلم
لغير الله فليتبوأ مقعده من النار", فبهذه النية تتم المذاكرة للوصول إلى النجاح,
وبالتالي فان المتفوق حينما يصل لمركز متقدم يظل محافظا عليه طيلة عمره وهذا في
أغلب الحالات.

نظام الثانوية العامة

أما عن النظام الحالي لمرحلة الثانوية العامة ومدى
قدرته على تخريج أفراد متفوقين, وتحقيق التفوق خارجيا, أوضح د. الفقي أن المقياس
دائما هو النتائج, فالتفوق ليس في الارقام بل في الحياة, فحينما يسافر شخص للخارج
لابد أن يحدد في عقله ماذا سيفعل؟ فهل لديه غرض وغاية وهدف مثال ذلك لو شخص دخل
كلية الطب, ولديه هدف سينجح بعكس الاخر الذي لايوجد لدية
هدف.

وأشار في حديثة الى رسالة الدكتوراة التي حصل عليها بتقدير 99,9 % في علوم ما وراء الطبيعة
ـ التي تعني علوم لا يوجد لها طبيعة
ملموسة ـ وينخدع بها الناس لكنها موجوده, وذلك شئ
عجيب.

فالعلم يجعلنا نفكر كيف سنستفيد منه ؟ فقد يوجد شخص ليس
لديه قدرة على التحكم في أعصابه, ولا يستطيع تربية أولاده, لكنه يستطيع أن ينجح
بمفرده, مشيرا إلى أهمية وجود البدائل في حياة الانسان, وتعدد الاختيار حتى لايتعب
نفسيا, فقد يكون هناك شخص ناجح مهنيا جدا لكنه فاشل حياتيا, وهذه الأمور مرتبطة إلى
حد كبير بالاتزان, وإذا لم يتحقق ما يريده فإنه يجب أن يعرف ما ذا سيفعل، فهذا هو
مفهوم القوة الذاتية.

د. ابراهيم الفقى

فالإنسان لدية مفهوم ذاتي به جزء منتظم يبحث عن الأمان
والضمان, وهوالاسهل وهناك جزء آخر ديناميكي يحتاج لحركة ونمو ونشاط , ومن الممكن أن
يكون الانسان أفضل فى الجزء الديناميكي, بأن يصنع شئ مختلف عن غيرة ويكون مميزا في
مجاله.

كيفية اختيار الكليات

وعن الاختيار الصحيح للكليات, وهل سيتم تبعا للوظيفة أم
المجموع، أوضح الفقي أن الاختيار يجب أن يتم على أساس القيمة بالنسبه للفرد, فقد
يتم اختيار شئ معين لكن قدراتي فيها قليله, واذا كان هناك إجماع من الأسرة بشكل
ايجابي فلا مانع منه, ولكن لا يتم فرض كليات معينة على الأولاد, بل يجب أن يتم ذلك
في إطار جذاب من خلال توسيع الآفاق لهم, ثم يترك لهم الاختيار, بينما أشار أحمد الى
اهمية القيام بركعتين استخارة, وخاصة بعض المناقشات العلمية فيكون هناك أمر ميسر
وأمر لا.

وأوضح د ابراهيم الفقي في حديثه ان بعض المتفوقين يصابون
بالإحباط , خاصة ان لم يصلوا الى الدرجة المرجوه منهم, فعلم النفس الحديث أصبح دقيق
جدا, فحينما يقوم الانسان بعمل شئ ما, فهو يفعله من أجل الاخر ولابد انها تكون من
أجله بنسبة 100 %, فلابد ان اعمل من اجل نفسي, لانها ستظل معى طوال
الحياة.

فالفلسفة الصينية تقول: تصبح واحد على ما تفعله, والكل على
ما تنجزه , فالتوقعات المبالغ فيها تسبب احباط وخاصة اذا كانت غير صحيحة, فعباقرة
العالم لم يلتحقوا بالكليات التي تمنوها, وعلماء العرب لم يعملوا بمهنتهم، فلابد من
التقبل أولا ثم التفكير لتحقيق هدف ناجح فى الحياة, ومن الجدير بالذكر ان
الاحصائيات العالمية تشير الى 93 % من اغنياء العالم, 62 % من متفوقى العالم مصابون
بالاكتئاب، واختتمت الحلقة بتهنئة المتفوقين ولجميع النجاحين بالثانوية
العامة.